من الألغاز التي تواجه العلماء:
لماذا تهاجر الطيور والأسماك من قارة إلى قارة؟!
فهناك هجرات معروفة الطرق والمواعيد للأسماك والطيور.. فهي تقطع ألوف الأميال في أيام.. واحياناً سنوات، لتضع بيضها، وبعد ذلك تموت.. وآراء العلماء مختلفة في تفسير هذه الظاهرة.. فهم يقولون إن السبب هو تيارات الهواء أو تيارات الماء. أو المجالات المغناطيسية.. أو الملوحة الموجودة في الهواء أو في الماء.. لكن لا أحد يعرف كيف تختار هذه الحيوانات طريقاً واحداً ثابتاً لا تغيره. هذه البوصلة السحرية المركبة في رؤوس هذه الحيوانات هي التي تهديها من قارة إلى قارة!!
إن الكثير من الأسماك تجتاز الأنهار، وتتجه إلى المحيط، وتقطع ألوف الأميال لتبيض بالقرب من الجزر ثم تموت. ولا تخطئ هذا الطريق من ألوف السنين.. وكذلك الطيور المهاجرة..
وقد تقدم العلماء في أمريكا إلى هيئات الفضاء يطلبون مساعدتها في حل هذا اللغز.. فقد وضع هؤلاء العلماء راديو ترانزستور في أعناق بعض السلاحف المائية.. ومطلوب من الكواكب الصناعية أن تلتقط إذاعات هذه الراديوهات وإرسالها إلى أجهزة استقبال على الأرض.. وبذلك يمكن معرفة مسيرة السلاحف وغيرها من الأسماك والطيور من قارة إلى قارة!
وقد تتساءل عن كل هذه الملايين التي تدفعها روسيا وأمريكا في إرسال سفن إلى الغلاف الخارجي من أجل أن تعرف كيف تهاجر الأسماك والطيور.. ولكن من يدري؟ ربما عرفنا سر تركيب الخلية.. ربما عرفنا أثر الجاذبية على الخلية.. ربما عرفنا سر تكاثر هذه الحيوانات.. ربما وفرنا عليها هذه الهجرة المهلكة وخلقنا لها البيئة المناسبة فيزداد عددها بالملايين.. وبذلك نساهم في إطعام الناس.. وربما عرفنا سر تحويل المادة إلى مادة أخرى.. كأن يتحول الماء إلى بترول، ويتحول الرمل إلى دقيق، ويتحول الظلط إلى قماش.. وبذلك يختفي الجوع والمرض من العالم.. وبذلك تصبح سفن الفضاء مثل سفينة نوح التي أنقذت الإنسان والحيوان من الطوفان.. وليست الإشعاعات الذرية إلا الطوفان الجديد!!
إن الذين استكثروا عدة ألوف من الجنيهات التي طلبها خريستوف كولمبوس في رحلته المجنونة لم يدركوا خطورة الأرض الجديدة التي اكتشفها.. وكل سفن الفضاء ليست إلا سفن كولمبوس إلى عوالم جديدة!