عدد المساهمات : 601 تاريخ التسجيل : 17/09/2009 العمر : 34 الموقع : www.matartars.0wn0.com
موضوع: مؤتمر بنواكشوط لفهم وتطبيق الوسطية السبت مارس 27, 2010 9:25 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تتواصل في العاصمة الموريتانية نواكشوط أعمال مؤتمر دولي للوسطية تنظمه جمعية المستقبل التي يرأسها العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، بحضور أكثر من 20 وفدا من مختلف بلدان العالم الإسلامي، وبرعاية رسمية من الحكومة الموريتانية.
المؤتمر –الذي ينعقد تحت عنوان "الوسطية في الإسلام: الفهم والتطبيق"- يتدارس سبل مواجهة ما عرف بفكر الغلو والتطرف الذي انتشر مؤخرا في بعض البلدان الإسلامية، كما يبحث سبل تعزيز الفكر الوسطي في الأمة.
ولفت حضور عدد كبير من أئمة وشيوخ بعض الطرق الصوفية ومريديها، إلى توجه منظمي المؤتمر لطرح قضايا توفيقية بين مختلف المشارب.
الإسلام دين وسط
في كلمته الإفتتاحية قال رئيس جمعية المستقبل الشيخ محمد الحسن ولد الددو إن حضور هذا العدد من علماء ومفكري وقادة الأمة يدعو للتفاؤل بنجاح المؤتمر الذي ينعقد في ظرف حساس تمر به الأمة الإسلامية، ويؤكد أهمية وإلحاح العودة بالأمة إلى منهج الوسطية في الفهم والتطبيق الذي هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
واضاف الشيخ الددو بأن "الوسطية هي منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج صحابته بعده، وهي المنهج السوي عند الله تعالى، ومع نصاعته ووضوحه تعروه فتن ويحتاج إلى تجديد في كل فترة"، وان هذا الملتقي " يدخل في إطار هذا التجديد الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم وأن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها".
وتابع الشيخ الددو "إن اجتماع هذا الجمع من العلماء والمفكرين وقادة يدفع للتفاؤل بأن هذا الملتقى الذي تنظمه جمعية المستقبل والذي سبقته عدة ملتقيات ومؤتمرات"
بدوره ألقي إمام الحرم المكي ورئيس المجلس الأعلي للقضاء بالسعودية، الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد، كلمة أمام المشاركين وصف فيها الملتقي بأنه "يشكل نواة لبث الفكر الوسطي الذي يحتاجه شباب الأمة"، وشدد الشيخ صالح بن حميد علي أن "سبيل الدعوة الإسلامية الصحيحة هي سبيل الوسطية التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده وكذا سلف هذه الأمة الصالح".
بين الطغيان والإخسار
أما رئيس الوفد السوداني، الوزير الأسبق، الدكتور عصام البشير، فقد ذكر بأن الوسط يعني العدل و الخيار، والوسطية هي الميزان الذي يكون بين الطغيان و الإخسار، وهي التوازن المحمود الذي يعصم الفرد من أن يقع في الإفراط و التفريط.
وتابع البشير قائلا "إن الوسطية هي القوام و السبيل وهي تقديم الإسلام بلغة العصر جامعة بين النقل الصحيح والفهم الصحيح منفتحة على الحضارات بلا ذوبان محافظة على الثوابت بلا تحجر..." .
وأضاف الدكتور البشير أن الشباب قد وقع بين تيارين تيار التكفير و التفجير في مقابل تيار التميع والاستلاب، و قد ضاعت الأمة بين هذا وذاك، وأن الوسطية أرادت أن تخرج بين هذا وذالك "لبنا خالصا سائغا للشاربين"، فالوسطية لا تعبر عن رأي واحد أو فكر واحد في المسائل المختلف فيها، بل إنها "تسع رخص ابن عباس وعزائم ابن عمر، وكلهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم اغترف، فيقع اختلاف لكنه اختلاف بالمعروف."
وخلص الدكتور عصام البشير في ختام كلمته إلى أن العمل من أجل اصطفاف الأمة ووحدتها ضرورة، محذرا من التفريق بين أبناءها على أساس من الاعتبارات الطائفية أو المذهبية أو العرقية، ملفتا النظر إلى التجربة الأوربية التي ينبغي أن نعتبر بها، حيث استطاعت أوروبا أن تستعلي على جراحاتها و توحد جهودها، فليس المقصود بالوسطية إلغاء الاختلاف وإنما تنظيمه ليكون جامعا للأمة لا مفرقا لها.
ويختتم الملتقي الذي أستمر ثلاثة أيام أعماله اليوم بإصدار توصيات تشجع علي نشر فكر الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو في الدين