فتيات يعانين قسوة آبائهن
هناك الكثير من الفتيات اللاتي يعانين قسوة آبائهن عليهن ويعتبرن أنهن مضطهدات من قبل ذويهن لان الشاب لديه كل شيء وهن محرومات من ابسط حقوقهن وحين يجادلن أهلهن يكون الرد ان هذه سنة الحياة ان يفضل الذكر على الأنثى, والبعض يستشهد بقول الله تعالى (الرجال قوامون على النساء) فقط وينسون تكملة الاية الكريمة بقوله (بما فضل الله) أي لا يجوز ان نعطي الشاب حقوقه وننسى حقوق الفتاة لان الدين الإسلامي اعز الأنثى وأعطاها حقوقها في كل شيء ويجب اتباع الدين وعدم التفرقة بين الأبناء.
تقول احداهن ان هناك آباء يعاملون الشاب بغير معاملة الفتاة حيث يفضل بعض الآباء الذكر عن الأنثى وهذا يلاحظ في طريقة المعاملة حيث الشاب مهما اخطأ او تمادى في تصرفاته فمن وجهة نظر الأهل يكون معذورا ولا عقاب له ولا عيب عليه ولكن الفتاة مهما كان خطؤها صغيرا فهو بعيون أهلها يعتبر جرما وهذا ما يسبب التفرقة بين الأبناء.
وتذكر أخرى ان الأب محاسب عن تصرفاته يوم القيامة حيث ان التفرقة بين الأبناء لا تجوز ويجب عليه ان يكون منصفا بين الأبناء وخاصة بين الذكر والأنثى لان الفتيات يصبن بحالة اكتئاب من تصرفات آبائهن وهناك الكثير من القصص التي نسمعها عن هذا الموضوع.
وذكرت الأخصائية الاجتماعية هند سالم ان الأب عادة يهتم بالشاب أكثر من الفتاة لانه الذي سيحمل اسمه مستقبلاً ولأنه اليد اليمنى له اذا ما تقدم به العمر لذلك نرى انه ينصف الشاب على الفتاة حتى ان كانت هي المظلومة وهو الظالم لكي يعلمه كيف يكون حاداً وقوياً ويتخطى المشاكل التي ستواجهه في هذه الحياة حتى لو كان على حساب أخته اقرب الناس اليه.
وتضيف بقولها: أحيانا نرى ان الأب يقسو على ابنته من خلاله إعطائه الصلاحية لابنه في السيطرة على أخته وهذا يسبب فجوة بين الأخوة وتفسر الفتاة انها إنسان غير مرغوب بها وانها لو كانت ذكراً فلن يعاملها والدها بهذه المعاملة مما يتسبب بإصابتها بمرض نفسي لذلك نطالب الآباء بالإنصاف في معاملة أبنائه ويجب ان يكون كلا الجنسين لهما نفس المعاملة لان ديننا الحنيف أوصانا بالأنثى وبحسن معاملتها.
وتؤكد ان البعض يعتبر القسوة على الفتاة تربية لها وان عدم تنفيذ رغباتها وحرمانها من أي شيء بخاطرها هو الحل السليم في تربيتها لان تدليلها وإعطاءها كل متطلباتها يعتبر عيباً ويفسد أخلاقها وأنها يجب ان لا تتساوى مع أخيها الذكر في كل شيء لان الحياة هكذا علمتنا ولكنهم لا يعون ان الفتاة هي الام والأخت والزوجة والوطن الذي يضم الرجل حين تشتد ظروفه به وان تربيتها في الصغر تنعكس عليها في حياتها لذلك ان نفسية الفتاة هي الأساس لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة بإذن الله في المستقبل, وانه يجب ان يكون منصفاً بتعامله بين أبنائه وبناته وان يعطي لكل ذي حق حقه ويجب علينا اتباع الدين في ذلك.
بالنهاية ذكرت ان هناك رجالا من عصر الجاهلية يعاملون الأنثى على أنها مصدر عار ولا يأتي من ورائها سوى المشاكل والهم ولا يفرح حين يبلغونه ان الله رزقه بمولودة أنثى وهذه عقليات موجودة الى الآن ولكن انا انصح كل اب ان يتقرب الى أبنائه على حد سواء دون التفرقة حيث يجب ان يكون الصديق الصدوق لهم حيث لا يبحثون عن غيره في هذا الوقت المخيف لان الأب هو الغيمة التي تظل أبناءه.
وتضيف: انصح كل اب وام ان يكونا حريصين في تعاملهما مع أبنائهما حيث لا يشعران أيا منهم ان الآخر أفضل منه لان هذا سيسبب له حالة نفسية تسيطر عليه في حياته كلها وسيكونان المسئولين عن ما يحدث لابنهما او ابنتهما مستقبلاً من ضياع الشخصية وعدم الراحة.